العِلم..قراءتي الخاصة
صفحة 1 من اصل 1
العِلم..قراءتي الخاصة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
أحبتي في ملتقى حب العرب..إليكم قراءتي الخاصة عن العلم:
أتكَلَمُ عنِ العِلمِ و أرتمي على أبوابِهِ،و أتَسَولِ النَزرَ القليلَ مِنهُ مِن خَزائِنِ أصحابِهِ، إن أنِفَت نَفسي ذُلَّ السُؤالِ فإني معَ أهلِ العِلمِ أُحَبِذُها، و إن عافَت مُجالَسَةِ أهلِ المعرفةِ فإني أخاصِمُها و أنبُذَها، لا اَدخِرُ وُسعاً في توقيرِ رُوادهِ، و أتفاخَرُ إن أخفَضتُ جناحَ الذُلِ لَهُم كالمَملوكِ معَ أسيادِه، كيفَ لا و سيدُ الخلقِ و حبيبُ الخلق صلواتُ ربي و سلامهُ عليهِ و على آلِه ذوي الصِدقِ، يقول: مَن عَلَمني حَرفاً ملَكني عبداً). فأين مَن يعي هذهِ الحقيقةِ، و يُسابِقُ في أظهارِ إجلالِه لَهُم بِكلِ وسيلةٍ و طريقة؟
بِالعِلمِ تَتَباهى الأُمَم، و بِفَضلِهِ تَرتَقي القِمَم، فَهوَ مِفتاحُ كُل إنجازٍ،و سَبَباً مُهِماً لِتَحصيلِ كُل إمتياز،قَد لا تُسعِفَني العِباراتُ في إدراكِ مَقصَدي،و قَد لا يَستَحضِرُ خاطِري كُلَ ما جالَ فيهِ قَبلَ أن أبتَدِئ، فَرُبَما تَواضَعَ القَلَمُ خَجَلاً و نَضِبَ مِدادُه،و ارتَجَفَ الأُنمُلُ خَشيةَ أن لا يَبلُغَ الوَصفُ مُرادَه، قَد حَظِيَ أهلُهُ بِميراثِ النُبُوَةِ،و مِن فَيضِهِ تَزدادُ الأمَةُ مَنَعَةً و قُوَة، و إن خُصَّ العَرَبُ بِشَرَفِ القُرآنِ و النَبي،فَبِالعِلمِ زاحَمَ الأعجَميُ نِدَهُ العَرَبي،فَكَم مِن عُلَماءٍ في شَتَى العُلومِ و الفُنون، بَرعوا حينَها و هُم بِغَيرِ العَرَبيةِ يَنطِقون. و لا تَضادَ في ما بَينَ الإثنَينِ،فالقُرآنُ لِلعِلمِ عاضِداً و مُعين، فَكَم مِن أدِلَةٍ اليومَ و اكتِشاف،سَبَقَ ذِكرَها في القُرآنِ تَماماً بِلا خِلاف، و ما نُلاحِظهُ اليَومَ مِن تَقَدُمِ الغَربِ في شَتَى المَجالاتِ، إلا بِفَضلِ ما تراجَعَت فيهِ أُمةُ آخِرِ الرِسالات.فَمَتى نَصحو يا بَني قَومي مِن غَفلَتِنا،و نَستَدرِكُ ما فاتَ و نُعيدُ نهضَتَنا،أما كفانا تَغَنِياً بِأمجادِ ماضينا ثُمَ نَندُب،و كَأَن ما أضَعناهُ لا يُمكِن لَهُ العَودُ و لا يُدرَكُ حينَ يُطلَب.ما لَكَ يا قَلَمُ لا تَدخُل في صُلبِ المَوضوعِ،أم أنَكَ تَستَحضِرُ هَيبَة المَقامِ و تَهوى الرُجوعَ.لَم تَكتُب بَعدُ شَيئاً عَنِ فَضلِ العِلمِ،و هَل يُمكُنُ يَوماً أن نُحصي عَدَدَ النَجمِ! إن كانَتِ الطَبَقِيَةُ في المُجتَمَعاتِ يُنفَرُ مِنها، فإنَها في العِلمِ مَحفوظَةٌ لا يُنفَرُ مِنها. فَالقُرآنُ صَرَحَ بِأنَه لَيس أهلهُ و غيرهُم سَواء، فَمَن يُجادِلُ بَعدَ هذا أو يَنوي المِراء!و َهُو الذي يَمنَحُ صاحِبَهُ الرِيادَةَ في المَجالِس، و لا يستَقيمُ أن يكونَ مَن دونهُ في الفَضلِ لَهُ مُنافِس.فَمَن يُباري أهلَ العِلمِ في المَحافِلِ و المُنتَدَياتِ،إلا كان حالُهُ كَمَن يُناطِحُ الأطوادَ الشاهِقاتِ. ألَم تَقرأ في الكُتِبِ عنِ العُصورِ المُظلِمَةِ؟ و هَل كانت غير شَمسِ العِلمِ لَها بالضِياءِ مُنعِمة. و ازدَهَرَت أوروبا بَعدَ أن كانَت تَحكُمَها البابَواتُ،و العِلمُ فيها كانَ يُعَدُ مِن قُبَيلِ الشَعوذَةِ و الهَرطقات. فَأينَ مَن يَحتَضِن رُوادَ العِلمِ و يأويهِم بِرُكنٍ شَديدٍ، و يَبني لَهُم داراً للحِكمَةِ مِثلَ هارونِ الرَشيد! أينَ مَن يستَرِدَ أصحابَ العُقولِ و الكفاءاتِ،مِمَن هَجَروا الأوطانَ رَغبَةً في الهِباتِ و الأُعطِياتِ. فَما نَفعُ أموالَ أمَتِنا إن لَم تُستَثمَر،و هَل غيرَ هذا البابِ أولى بَعدَ اكتِفاءِ الشعوبِ لا أتَصَوَر. و أجِدِ نَفسي مُضطَراً قَبلَ أن يَصرَعني الأسى و أبدأَ بالنَحيبِ، إلى أن أختُمَ مقالَتي بِمِسكٍ و طيبٍ، و خَيرُ الخِتامِ ما فيهِ الصلاةُ على النًبيِّ، الرَحمَةَ المُهداةَ الرَسولَ اليَعرُبي.و الحَمدُ لِلهِ ربِ العالمين،مُستَحِقِ الشُكرَ في كُلِ وقتٍ و حين.
مع أطيب الأمنيات
أخوكم: وعـد
الجمعة 16 آب 2013
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
أحبتي في ملتقى حب العرب..إليكم قراءتي الخاصة عن العلم:
أتكَلَمُ عنِ العِلمِ و أرتمي على أبوابِهِ،و أتَسَولِ النَزرَ القليلَ مِنهُ مِن خَزائِنِ أصحابِهِ، إن أنِفَت نَفسي ذُلَّ السُؤالِ فإني معَ أهلِ العِلمِ أُحَبِذُها، و إن عافَت مُجالَسَةِ أهلِ المعرفةِ فإني أخاصِمُها و أنبُذَها، لا اَدخِرُ وُسعاً في توقيرِ رُوادهِ، و أتفاخَرُ إن أخفَضتُ جناحَ الذُلِ لَهُم كالمَملوكِ معَ أسيادِه، كيفَ لا و سيدُ الخلقِ و حبيبُ الخلق صلواتُ ربي و سلامهُ عليهِ و على آلِه ذوي الصِدقِ، يقول: مَن عَلَمني حَرفاً ملَكني عبداً). فأين مَن يعي هذهِ الحقيقةِ، و يُسابِقُ في أظهارِ إجلالِه لَهُم بِكلِ وسيلةٍ و طريقة؟
بِالعِلمِ تَتَباهى الأُمَم، و بِفَضلِهِ تَرتَقي القِمَم، فَهوَ مِفتاحُ كُل إنجازٍ،و سَبَباً مُهِماً لِتَحصيلِ كُل إمتياز،قَد لا تُسعِفَني العِباراتُ في إدراكِ مَقصَدي،و قَد لا يَستَحضِرُ خاطِري كُلَ ما جالَ فيهِ قَبلَ أن أبتَدِئ، فَرُبَما تَواضَعَ القَلَمُ خَجَلاً و نَضِبَ مِدادُه،و ارتَجَفَ الأُنمُلُ خَشيةَ أن لا يَبلُغَ الوَصفُ مُرادَه، قَد حَظِيَ أهلُهُ بِميراثِ النُبُوَةِ،و مِن فَيضِهِ تَزدادُ الأمَةُ مَنَعَةً و قُوَة، و إن خُصَّ العَرَبُ بِشَرَفِ القُرآنِ و النَبي،فَبِالعِلمِ زاحَمَ الأعجَميُ نِدَهُ العَرَبي،فَكَم مِن عُلَماءٍ في شَتَى العُلومِ و الفُنون، بَرعوا حينَها و هُم بِغَيرِ العَرَبيةِ يَنطِقون. و لا تَضادَ في ما بَينَ الإثنَينِ،فالقُرآنُ لِلعِلمِ عاضِداً و مُعين، فَكَم مِن أدِلَةٍ اليومَ و اكتِشاف،سَبَقَ ذِكرَها في القُرآنِ تَماماً بِلا خِلاف، و ما نُلاحِظهُ اليَومَ مِن تَقَدُمِ الغَربِ في شَتَى المَجالاتِ، إلا بِفَضلِ ما تراجَعَت فيهِ أُمةُ آخِرِ الرِسالات.فَمَتى نَصحو يا بَني قَومي مِن غَفلَتِنا،و نَستَدرِكُ ما فاتَ و نُعيدُ نهضَتَنا،أما كفانا تَغَنِياً بِأمجادِ ماضينا ثُمَ نَندُب،و كَأَن ما أضَعناهُ لا يُمكِن لَهُ العَودُ و لا يُدرَكُ حينَ يُطلَب.ما لَكَ يا قَلَمُ لا تَدخُل في صُلبِ المَوضوعِ،أم أنَكَ تَستَحضِرُ هَيبَة المَقامِ و تَهوى الرُجوعَ.لَم تَكتُب بَعدُ شَيئاً عَنِ فَضلِ العِلمِ،و هَل يُمكُنُ يَوماً أن نُحصي عَدَدَ النَجمِ! إن كانَتِ الطَبَقِيَةُ في المُجتَمَعاتِ يُنفَرُ مِنها، فإنَها في العِلمِ مَحفوظَةٌ لا يُنفَرُ مِنها. فَالقُرآنُ صَرَحَ بِأنَه لَيس أهلهُ و غيرهُم سَواء، فَمَن يُجادِلُ بَعدَ هذا أو يَنوي المِراء!و َهُو الذي يَمنَحُ صاحِبَهُ الرِيادَةَ في المَجالِس، و لا يستَقيمُ أن يكونَ مَن دونهُ في الفَضلِ لَهُ مُنافِس.فَمَن يُباري أهلَ العِلمِ في المَحافِلِ و المُنتَدَياتِ،إلا كان حالُهُ كَمَن يُناطِحُ الأطوادَ الشاهِقاتِ. ألَم تَقرأ في الكُتِبِ عنِ العُصورِ المُظلِمَةِ؟ و هَل كانت غير شَمسِ العِلمِ لَها بالضِياءِ مُنعِمة. و ازدَهَرَت أوروبا بَعدَ أن كانَت تَحكُمَها البابَواتُ،و العِلمُ فيها كانَ يُعَدُ مِن قُبَيلِ الشَعوذَةِ و الهَرطقات. فَأينَ مَن يَحتَضِن رُوادَ العِلمِ و يأويهِم بِرُكنٍ شَديدٍ، و يَبني لَهُم داراً للحِكمَةِ مِثلَ هارونِ الرَشيد! أينَ مَن يستَرِدَ أصحابَ العُقولِ و الكفاءاتِ،مِمَن هَجَروا الأوطانَ رَغبَةً في الهِباتِ و الأُعطِياتِ. فَما نَفعُ أموالَ أمَتِنا إن لَم تُستَثمَر،و هَل غيرَ هذا البابِ أولى بَعدَ اكتِفاءِ الشعوبِ لا أتَصَوَر. و أجِدِ نَفسي مُضطَراً قَبلَ أن يَصرَعني الأسى و أبدأَ بالنَحيبِ، إلى أن أختُمَ مقالَتي بِمِسكٍ و طيبٍ، و خَيرُ الخِتامِ ما فيهِ الصلاةُ على النًبيِّ، الرَحمَةَ المُهداةَ الرَسولَ اليَعرُبي.و الحَمدُ لِلهِ ربِ العالمين،مُستَحِقِ الشُكرَ في كُلِ وقتٍ و حين.
مع أطيب الأمنيات
أخوكم: وعـد
الجمعة 16 آب 2013
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى